في إحتفالية
سنوية بديعة
اقيم هذا العام مهرجان ( الحريد ) السنوي في جزيرة فرسان - بمنطقة جيزان-
أما فرسان , فأظنكم تعرفونها وهي جزيرة سعودية في جنوب البحر الأحمر وأما
الحريد ومهرجان الحريد وما الذي يحصل فيه من أحداث مثيرة فهو ما سنتحدث عنه
اليوم.
( حريد ) هذا هو اسم المهرجان وهو اسم نوع من الأسماك المرجانية التي تشبه
في شكلها الخارجي طيور الببغاء واسمها باللغة الإنجليزية ( Parrot Fish )
تعود التسمية العلمية للحريد ( سمك الببغاء ) الى شكل الفم الخارجي وتنوع
الألوان الجميلة التي يظهر بها هذا النوع من الأسماك وتعتبر مناطق الحيد
البحري ( Coral Reefs ) هي المناطق التي يعيش
فيها الحريد ويتكاثر ويحصل على غذائه.
يعيش سمك الحريد عادة بين المرجان ويقوم ومن خلال فمه
الذي يشبه المنقار بقضم غذائه وهو عبارة عن براعم المرجان التي تحتوي على
كمية كبيرة من الحيوانات البحرية ( المكون الحيوي الداخلي للمرجان ) (
Algae ) وتضم البحار والمحيطات أكثر من 90 نوعا من أنواع الحريد بأشكال
مختلفة .
يعيش الحريد في مجموعات تتجول في الحيد البحري وتتكون عادة من ذكر مسيطر
وعدد من الانثيات حيث لا يتردد الذكر في خوض معارك مستمرة من أجل الحفاظ
على مجموعته وفي حال موت الذكر تقوم إحدى الأنثيات في المجموعة بتغيير
لونها لتصبح كلون الذكر ومن ثم تمر بعدة مراحل لتتحول من أنثى الى ذكر
مسيطر
يعتبر الحريد من أجود أنواع الأسماك في البحر الأحمر حيث يحتوي على كمية
كبيرة من اللحم الابيض , ومذاق فريد وخاصة ( المشوي ) ويعتبر صيد الحريد في
كل الأوقات عملية صعبة لأنه يتواجد بين المرجان مما يعيق اصطياده بالشباك
بالإضافة الى أنه من أشد المخلوقات حذرا حيث أنه وحين ينام في الليل ينسج
حول جسمه شبكة رقيقه جدا تشبه شبكة العنكبوت تجعله يشعر بأي حركة تتم حوله
وتمكنه من الهروب من اسماك القرش ذو النقطة البيضاء ( White tip shark )
والذي ينشط في الليل لاصطياد الحريد وبعض أنواع الهامور في الحيد المرجاني
..
الجدير بالذكر أن الحريد يتواجد بكميات تجارية في الخليج العربي ولكن لا
يتم اصطياده ولا يفضل سكان الخليج تناوله , وربما يختلف طعم الحريد في
الخليج عن حريد البحر الأحمر.
مالذي يحصل في فرسان
الذي يحدث في فرسان سنويا هو أن الحريد يجتمع بشكل كبير وعلى شكل مجموعات
ضخمة بعضها قد يزيد فيها عدد الأسماك عن 1000سمكة في المجموعة الواحدة
ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الشاطئ فيما يشبه الانتحار الجماعي
يحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس واول ابريل
من كل عام , ولدى أهل فرسان عادات ضاربة في القدم تتعلق بهذا اليوم الذي
يحتفل فيه أهل الجزيرة وينشدون الأهازيج ويؤدون الرقصات الشعبية حيث أن
لهذا اليوم أهمية كبيرة في الثقافة الفرسانية .
يكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الشاطئ
وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي يوافق
نهاية مارس وبداية ابريل من كل عام ويقول باحثون عن هذه الرائحة انها لبيض
الشعاب المرجانية الملساء حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في
ليلة من السنة ( تذكروا أن المرجان حيوان وليس نبات )