خلق الله تعالى صغار الأرانب لترضع من أمهاتها من 3 إلى 4 دقائق فقط طوال اليوم الـــ 24 ساعة، ولكنها تستمد كمية اللبن الكافية على أكثر من مره، مثلاً ثوانى، ونصف دقيقه، ودقيقة .... وهكذا، ولكن إجمالى الوقت كله الذى يستغرقه المولود لا يزيد عن أربعة دقائق.
إذن هل ممكن أن نجعل الخلفة ترضع لبنها أو (وجبتها) مرة واحدة على مدار اليوم؟
نعم بل من الأفضل
وكيف يتم ذلك؟بغلق الباب بين عش الولادة والأم أول 14 يوم من الرضاعة (بعد الولادة) والسماح للأم بالدخول لإرضاع صغارها مرتين على الأكثر مره صباحاً لمدة عشرة دقائق، وأخرى مساءً لمدة عشرة دقائق، أى أننا نعطيها خمسة أضعاف الوقت الطبيعى اللازم لرضاعتها
ولماذا لا نلجأ للرضاعة الحبيسة طوال فترة الرضاعة (شهر كامل مثلاً)؟
لأن المواليد أول 14 يوم من الرضاعة وبعد الميلاد تعتمد على اللبن فقط، ولكنها بعد ذلك تخرج من عش الولادة لتشارك الأم فى العلف وتشرب الماء بجانب الرضاعة
إذن ماهى فائدة الرضاعة الحبيسة؟
فوائد عديدة نجملها فيما يلى:-
1- أقل نسبة نفوق للمواليد مع أعلى معدلات نمو، فلا مولود يتعلق بحلمات أمه ويخرج من العش ويموت، ولا مولود لا يأخذ نصيبه الكافى من الرضاعة واللبن
2- فى الصيف تكون الأم عصبية لا تطيق خلفاتها وتخرج لها الخلفات إلى خارج العش وتهرب منهم، ولكن أحدد مواعيد رضاعتها فى الأجواء الرطبه
3- فى الأجواء الحاره أفتح باب عش الولاده على المواليد من الخارج (الباب الصاج)، ولا أخشى أن تدخل الأم العش وتقفز إلى أرضية العنبر لأن الباب بينها وبين خلفاتها مغلق
4- تزداد نسبة الخصوبة بشكل ملحوظ حيث أن الأم ترضع خلفاتها فى الرضاعة المفتوحه طوال اليوم كما وضحت لحضراتكم، واحد تلو الأخر، والبعض، والكل وثوانى ودقائق وهكذا، ودائماً هرمون تكوين اللبن أو إفراز اللبن ضد هرمون الخصوبة والتناسل فتكون نسبة خصوبة الأم المرضعة إلى حد ما ضعيفة، مثل السيدات تماماً (المرأة التى ترضع نظيف)، ولكن بعزل الأم عن خلفاتها نعطى فرصه لسيادة هرمون التناسل والخصوبة على هرمون إفراز اللبن فترتفع معه نسبة خصوبة الأم، فنسمح بالأم بالتلقيح أولاً حيث هرمون التناسل العالى، ثم ترضع صغارها فوراً بعد التلقيح، ومع الرضاعة ينزل هرمون الأوكسى توسين (هرمون نزول اللبن) والذى يساعد القناه التناسلية على الإنقباضات السريعة المنتظمة والتى تساعد على وصول الحيوانات المنوية السليمة والحية والقادرة على الإخصاب إلى مكان الإخصاب ويطرد الحيوانات المنوية الميتة والشاذة إلى خارج القناة التناسلية
5- الرضاعة الحبيسة تجعل المربى أو مشرف القطيع أن يفرز الأم إجبارياً مرتين يومياً عند حملها ووضعها فى عش الولاده، فيفحصها (أسنان، برد، عرقوب، جرب، حلمات،......إلخ)
6- الرضاعة الحبيسة تقلل إلى الحد الأدنى إن لم تكن تمنع إلتهابات الضرع وخراريجه وتشقق الحلمات
لكن كان هناك أصحاب فكر (مدرسة) ما إعترضوا على الرضاعة الحبيسة للأسباب التالية:-
جاءوا بعشرين سيدة مرضعة وجعلوهن يرضعن صغارهن فى النور وهن يرون صغارهن، وجاءوا بعشرين سيدة أخرى مرضعه وجعلوهن يرضعن صغارهن فى الظلام، فوجدوا أن المرضعات لصغارهن فى النور تميزن بكمية لبن ومكونات لبن أفضل ممن يرضعن صغارهن فى الظلام، فأكدوا أن رؤية الأم لصغارها تساهم بشكل كبير فى تحسين صفات اللبن
ولكن أصحاب مدرسة أخرى أتوا بعشرين سيدة مرضعة ووضعوهن فى مكان فسيح، وغموا أعينهن وكذلك غموا أعين صغارهن فوجدوا أن كل أم كانت تتجه ناحية مولودها وكل مولود يحبو ناحية أمه، سبحان الله، فقالوا إذا كان ذلك فى البشر فما بالنا بالأرانب التى تمتلك حاسة شم ضعف حاسة الشم عند الكلاب، إذن نلجأ إلى الرضاعة الحبيسة ولا يؤثر ذلك على كمية لبن أم الأرنب أو جودته لأن الأم تعتمد على رائحة مواليدها للتحنين ولا تعتمد على رؤيتهم، وخاصة فالأرنب يكاد يكون لا يرى ولا يعتمد على الرؤية بل يعتمد على حاسة الشم
وبالفعل فقد أجرينا العديد من الأبحاث داخل مصر وخارجها على الرضاعة الحبيسة بنجاح دون أى مشكلات بل كانت الأفضل، بل أننا أحياناً منعنا الأم عن رضاعة صغارها 48 ساعة دون أية مشكلات
تحذيز من فضلك لا تنسى الأم مع صغارها لأنها تحتاج إلى العلف والماء، وكذلك لا تحبس الصغار أكثر من 14 يوماً فهم أصبحوا يحتاجوا إلى العلف والماء
وخلى بالك يا عزيزى المربى إن الأرنب لما يموت بعدم الرضاعة فى الوضع الطبيعى المفتوح بيدل على أن حضرتك أو مشرفك أهمل أو تناسى أو تقاعس فى فحص الخلفات لأكثر من يومين لأننا كما إتفقنا ممكن الخلفة تظل 48 ساعة دون رضاعة ودون مشكلات تذكر، فلا تقنع نفسك ولا يقنعك مشرفك أنه فحص الخلفات يومياً واكتشف أنها ما رضعتش من ساعتين أو ثلاثه فقط